متابعة - شبكة قُدس: بعد عشرين يومًا على فشل محاولة اغتيال قادة من حركة حماس في الدوحة، اضطر رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى تقديم اعتذار رسمي للقطريين. وجاء الاعتذار خلال اتصال هاتفي جرى من البيت الأبيض، بوساطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مع رئيس وزراء قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
ووفق مصادر دبلوماسية، فإن ترامب هو من بادر إلى ترتيب المكالمة الثلاثية، حيث أعرب نتنياهو خلالها عن أسفه لانتهاك السيادة القطرية ولاستشهاد ضابط أمن قطري خلال الهجوم الذي استهدف العاصمة الدوحة. وقد أبلغ ترامب القطريين أن “إسرائيل” التزمت بعدم تكرار أي عمل عسكري على الأراضي القطرية. في المقابل، طالبت الدوحة بتعويضات لعائلة رجل الأمن الذي استشهد في الغارة، بينما تجري وفود قطرية محادثات في واشنطن لتنسيق صفقة تبادل الأسرى.
من جانبها، وصفت قطر الهجوم – الذي أطلق عليه جيش الاحتلال اسم “قمة النار” – بأنه “عمل جبان يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي”، فيما أكد جيش الاحتلال وجهاز الشاباك أن العملية كانت موجهة ضد “رأس القيادة السياسية والعسكرية لحماس” التي حمّلوها مسؤولية مباشرة عن عملية 7 أكتوبر وإدارة المعركة الجارية. غير أنّ حماس سارعت إلى نفي نجاح محاولة الاغتيال، مؤكدة أن قادتها نجوا، وأن “إسرائيل” تسعى عبر هذه العمليات إلى تعطيل أي مسار للاتفاق.
الاعتذار الإسرائيلي أثار عاصفة سياسية داخلية؛ إذ هاجم وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير نتنياهو، مؤكدًا أن استهداف “العقول المدبرة لـ 7 أكتوبر” في “دولة عدوة مثل قطر” كان خطوة “عادلة وأخلاقية”، وأضاف أن قطر “دولة راعية وممولة ومحرضة على المقاومة”، وأنه “لا يوجد مكان آمن لقادة حماس في العالم”.
وزيرة الاستيطان أوريت ستروك تساءلت بسخرية عبر منصة X: “هل اعتذر أمير قطر لنتنياهو عن السابع من أكتوبر؟”. أما عضو الكنيست المعارض يائير غولان فرأى في الحادثة “إهانة وطنية”، مضيفًا أن “الانتصار على حماس يمر عبر استبدال نتنياهو وقطع العلاقة مع قطر”.